التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لم أكن صادقًا، لم أحِبُك | ببلولا

نص « لم أكن صادقًا، لم أحِبُك»، بقلم شيماء سليم!

أكُن بذلك السُوء مُطلقًا..
أقصُد أنني لم أنوي خذلانك يا عزيزتي!
يُمكنك أن تُصدقي كل ما يُقال عني؛ عَربيد يقوم بتغيير النِساء كَما يُغير ثِيابه كُل يوم، مُدمن من الدرجة الأولى ولا يوجد صَنف في الكُحوليات والخُمور إلا ومرَّ على جوفي، يمكنك تصديقهم إن نَعتُوني بالكآبة، أنني مريض فصام،  صدقيهم إن حَدثوك أنني رَجُل مُتلون يعرف كيف يَتلاعب بالكلمة ويحفظ أقصر الطُرق لجعل النساء تذُوب بين كلماته كما يدوب الملح ويَختفي بين ماءه..

ولكن لا تُصدقيهم إن حدثوك أنني رَجُل خائِن،لم أُحِبك!

لستُ خائنًا.. أُقسِمُ أنني لم أنوي حُدوث كل ذلك الخراب بيننا..
أنا وبرغم إضطرابي وسوداويتي، رغم كَوني رجل عَربيد، يُعاني من الإضطرابات النفسية ما يُعانيه ويكفُر بكُل مُجلدات الحُب المُقدسة حتى أنني كُنت على مَقربة بالكُفر برَب هذا الكون والسَيرُ في طريق الإلحاد!

رجُل مِثلي عاني أشَّدُ المُعاناة، ذَاق الوَجعية برُمتها من الأهل والأصدقاء حينًا ومن الحُب الأول حينًا.
أعرف عن الخذلان ما لم يَألفه قلبك الصغير بَعد..

لقد أطاحت بي الأقدار
خَسرت كُل شيء، الأحلام، المُستقبل، حتى نظرة الإحترام في أعيُن المُقربين قد خسِرتُها، أنا شخص كُسِرت كَرامته مُنذُ بُكورتها، أعرف عن الإهانة ما لا يتحمله رجل حُر، تِلك المُسماة بكرامتي كانت تتمثل كل ليله في ثَوب حاكم يَصفعُني بإتهاماته وأقف أمامه مَحنِي الظهر، مُنخفِض الرأس والهَيبة..
ولكُل هذا أنا لم أكن أنوي خذلانك مثلما خُذِلت..

أعتذر.. رُبما كُنت أطمح في فرصة أُخرى تُعيد لي شَغفي بالحياة، كُنت أحتاج إلي مُصالحة لي مع تِلك الحياة ولو لمرة واحدة!
ولسُوء حَظُك وأجمل أقداري النادِرة أنني وَجدتُكِ..

عيناكِ الجميلة قد سرقت قلبي مُنذ النظرة الأولى، تعبيراتك البسيطة في الكلام تُشع ببراءة تَندُر بين بنات حواء المُتصنعات
عدم تكلُفك في وَضع مساحيق التجميل، صوتك الهادئ العَذب ذلك الذي يهتز وتُجاهدين لإخفاء إهتزازه، كُنتُ أعلم أنك تُعانين إضطرابًا ما وتُجاهدين لإخفاءه

الخُطوط الرفيعة التي تَحتل أسفل جِفنيك، تُوحي بمعارك ليست بهينة تَخوضينها وَحدك كُل ليلة، رأيتك طبيعية وجميلة
تُغازلين حينًا من وراء أسوار قِلاع حياءك وتُهاجمين حين يشتغلُ كبرياءك
رأيتُكِ طِفلة في مزاحها تَنشُر البهجة أينما تدُب قدماها في مكان، ورأيت تلك الناضجة التي تُحدثك عن فلسفتها الخاصة في الحياة
رُبما طموحك في أُسرتك ونظرتُك الخاصة في إقامة علاقة مُميزة مع أهل بيتك جعلتني أراك شريكة مثالية ونهايه سعيدۃ لرَجل مِثلي
ولكل هذا أحببتُك..

لم أكن أنوي إيذاءك، وأُقسم أنني أردت أن أهتدي بكِ بعدما ضلتني الحياة وحولتني لذلك الذي يتحدثون عن سُوءه وسودوايته وبشاعته..
أقسم أنني لم أنوي خذلانك، لم أنوي التلاعُب بكِ ولا تحطيم قلبك الجميل
ولكنها الحياة يا عزيزتي..
الحياة التي فرقتنا وأعادتني إلي طبيعتي التي فرضتها علي..

أعتذر على خذلانك.. أعتذر ورغم علمي أنك لا تُطيقين حتى سماع صوتي
أعرف كيف تنظُرين لِي الآن وماذا حدثوك عَني وأقسموا لكِ أنني وَغد حقير لا يستحق ظافر أصابعك
أعتذر وأتمنى أن تُصدقيهم في كُل شَيء رُبما تكون حقيقيه إلا أنني لم أكن صادقًا، لم أحِبُك..
⇻⧫⇹⇹⇹⇹⧫⧪⧫⇹⇹⇹⇹⧫⇺

الكاتبة⇙ شيماء سليم


تعليقات