التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الفرصة الضائعة | ببلولا

نص «الفرصة الضائعة»، بقلم نورا بونعيم!

أمسكت الهاتف في تردد ،أتهاتفه الآن أم لا؟
تردد كبير انتابها.بين رغبتها في الإعتذار..وكبريائها نعم إنها المخطئة لاتنكر ذلك.
هي من افتعلت شجار الأمس تحاول أن تلتمس الأعذار لنفسها ولا تجد.
حسمت أمرها والتقطت الهاتف ضغطت على زر الإتصال رنين متواصل.... لا إجابة...
مع كل ثانية تمر تتسارع دقات قلبها ويصرخ بها عقلها موبخا،تلقي الهاتف بجوارها، تبكي بحرقة...
لوم لاينقطع !

"لماذا فعلت هذا..!لماذا أنا دوما من يفتعل المشكلات..؟!.نعم أحبه! ... وأعلم أنه يحبني!...ولكني أفقده الآن!...بغبائي....
بأفكاري السلبية ...بغروري بمكانة عائلتي الإجتماعية وغيرتي المرضية
ياارب.... ياإلاهي إمنحني فرصة أخيرة لأكفر بها عن كل خيباتي له..فرصة أحول فيها جحيم حياتنا إلى روضة من رياض الجنة ..

ظلت على حالها ذاك تبكي لساعات ثم همت إلى مهاتفته مرة أخيرة يائسة من الرد لكن..
سمعت صوته.....
_نعم ..ماذا تريدين مني مجددا ؟..ألم يكفيك مافعلته؟

 استطرقت باكية :
_أنا المخطئة آسفة، أرجوك سامحني لن أقترف مثل تلك الأفعال الشنيئة مرة تانية.
أرجوك عد مجددا إلى بيتك فبدونك بيتنا خراب
أعلم أني قلت لك كلمة كبيرة وقد أحنقتني وأنت لم تخطئ في حقي أبدا وأحرجتني أمام نفسي،أرجوك سامحني.
_سئمت اعتذاراتك الفارغة من المضمون،بكلمتك تلك أنت كمن طلب مني الرحيل فما كنت لأعود رغم الحب الذي أكنه لك أجمعه لك... بين جسدي ..بين فؤادي ..بين كل شراييني ..إني إنسان لكي أشعر بإهانتك لي وتحقيرك مني لقلة حيلتي يا إبنة أسيادي أصحاب الجاه والسلطة ،نعم لن أعود حتى وإن كان في البعاد مماتي وهلاكي ،أتركيني أعيش مابقي من عمري بعيدا عن السعادة بعيدا عن أروع كلمة في العالم كلمة حب،

سوف أصنع صومعة لنفسي لأعيش فيها..سوف أصنعها لتكون عالمي الجديد، عالم بدون كلام ،عالم بدون حب ولا صدق، عالم أسكنه بنفسي وأنا اعلم من أنا وماذا أريد إنه عالم بسيط واضح مثلي خال من تلك البروتوكولات المعقدة التي يتباهى بها المحيطون بك.
أحبك كما كنت أفعل ولكن أتركيني فلقد رضيت بالعزلة التي فرضتها علي لقد أحببتها لأنها لن تقوم بإهانتي مثلك رضيت بها لأنها لن تطلب مني الرحيل..

قال كلمته الأخيرة تلك ثم أقفل الخط بسرعة في وجهها فقد كانت الدموع تخنق صوته
أما هي فقد ألقت بالهاتف بعيدا و إرتمت على السرير تبكي لتبدأ السماء مساندتها بالبكاء و النحيب!
⇻⧫⇹⇹⇹⇹⧫⧪⧫⇹⇹⇹⇹⧫⇺

الكاتبة⇙ نورا بونعيم


تعليقات