قصة «أنا وليتشي»، بقلم حبيبة الشوربجي !
بدأ هو يَسير في خطوات واثبه يبحث عن مَخرج مِن تِلك الغابة السوداوية .
يَسير ويَسير ويعود لذات النُقطة مرة اخري .
بدأ التوتر والخوف يَسري بداخله ، يتصبب عرقا رغم الهواء البارد الذي يَلفحه
وقع علي مسامعه صوت تَهشم جزع وتبعثر اوراق الشجر يَصدُر مِن خلفه .
نظر حوله نظرات تَملك الخوف مِنها ،لم تَعُد قدميه قادرة علي حمله الي ان سقط علي الارض واسند رأسه الي جزع الشجره وهو يهمس ببعض الايات المُقدسة .
شعر بـِإقتراب آحداً مِنه ، تثاقلت انفاسه وهو يُحدق في الظلام يُحاول ان يرا من هناك .
ظهرت له عيون واسعة بحجم مَلعقة غرف الطعام في المطاعم ،بلون الزمرد بالاضافة الي طفيف من اللون الرمادي مُحددة بـِالون الاسود وكأنها مُكحله بمكحلة جدته.
امسك حجر وألقه عليه ليفقع عينيه ليَصدُر صوت صرخات مُرعبه مِن هذا الكائن .
وضع الرجل يديه علي عينيه وهو يرتجف .
تنفس وشعر بشئ يتساقط مِن جنبه.. ما هذا الوهن ؟
رأي الدماء تتساقط منه بكثرة الرؤيه تتلاشئ شيئاً فـَشيئاً.. ظلام ثم لا شئ !
قال الجد وقد صرخ في رعب ليتماشي مع جملته الاخيرة لينتفض الاطفال في ذعر وقد ارتفعت همساتهم وهم يَقولون "يا إلهي ، كم هذا مُرعب ، اكره هذا الكائن ، اكره الغابة"
نظر لهم نديم نظرة ساخرة ثم قال :-
-هذا هُراء ..لا يوجد شئ كهذا !
نظر له جده نظرة ثاقبه ثم قال وهو يجز علي اسنانه :-
-لم يُجبرك آحد علي الاستماع ، إذهب لـِغُرفتك .
لم يُعره نديم اهمية وتوجه لغرفته واخرج كِتاباً قد إبتاعه اليوم من المكتبه المجاورة لمدرسته ، لم يَكن نديم قد تم الثانية عشر ولكنه كان مميزا عن البقيه ولم يَكُن يُصدق تِلك الاساطير والخُرفات .
انغمس في القراءة الي ان قاطعه طرق الباب ، نظر الي جده الذي ارتسمت ابتسامة دافئة علي محياكه ثم قال:-
-هل يُمكنني الدخول؟
-بالطبع .
-ما بك يا بُني ؟
-ما بي يا جدي !
تنهد الجد بتبرم ثم قال:-
-لـِمَـا لا تجلس مع الاطفال لتسمع القصة لـِنهايتها!
تلعثم نَـديم وهو يَقول:-
- لا اُصدق يا جدي !
اعتدل الجد في جلسته ثم بدا وكأنه سـَيقُص شئ عليه .
-انها اسطورة ليتشي .
نظر له نديم وهو يَحثة علي الإكمال .
-ألفها المُزارعون قديما لـِيُخيفوا بها الاطفال ، كانوا يَقولون بأن ليتشي يَجلس في الحقول ويرعها لـِيمتنع الاطفال مِن الدخول للحقول وإفساد المحاصيل .
قصير القامة لديه عيوان واسعة بلون الزمرد اصابعه طويلة ولديه مخالب حادة، تَنبت في نهايه اصابعه اوراق شجر مُلطخة بالطين والقذارة .
كان نديم يستمع بأهتمام ولكن لا يُصدق !
-هل تُصدق تِلك الاساطير يا جدي؟
-يا بُني يُمكن لـِها ان تتحقق إن ارادنا واقتنعنا بها ، لا يُوجد شئ مُستحيل.
صمت نديم وهو يُقلب كلمات جده في دماغة الصغير ، هل يُمكن ان يَكُون مُحق ؟!، ولِما لا؟!
-مع الوقت بدأ الصيادين يَجدون بعض الجثث المُهشمه لاطفال ورجال ، ولا نعلم مَن فعلها ولكن قالوا بأن اسطورة ليتشي مُوجودة بالفعل .
اشتعل عقل نديم بِتلك الكلمات، البارحة اسطورة واليوم حقيقة !
بعثر الجد خصلات شعر نديم في لُطف ثم قال وهو يَهم بالذهاب :-
-والان اُخلد للنوم ولا تنسي ان تستمع الي القصة غدا ، رُبما تكون حقيقة ايضا!
تدثر نديم بالغطاء جيدا ولازلت كلمات جده تَرن في اُذنه .
_______________
استيقظ في اليوم التالي وقد نمت فكرة في عقله .
لم يُفكر في عواقبها فكر في كيفية التنفيذ .
اخذ قطعه قُماش ووضع بها بعض كتبه وقصصه وضع حلوي وبعض الفاكهه وضع مصباح صغير واحكم لفها وخرج .
توجهه الي الغابة الموجودة في اطراف القرية توغل فيها بحذر الي ان وجد جدول مِن الماء وتناثرت حوله الصخور الكبيرة ، وبعض الاشجار هنا وهناك السماء صافية وصوت العصافير والطيور ترن في تناغم .
جلس بالقرب من صخرة متوسطة الحجم اخرج كُتبه وبدأ في القراءة الي ان بدأت الشمس في الغروب وبدأت اصوات الغربان تظهر ، تبدد ضوء الشمس واصبح القمر يُنير القليل مِن تِلك العتمه .
نظر نديم حَوله وهو ينتظر ان تظهر اي شئ ، وماذا لو ظهر بالفعل ماذا يفعل ، كيف يتصرف؟
رمي كل تلك التسأولات خلف ظهره وبدأ بقراءة قصه قصيرة للـ اميرة والضُفدع كانت تلك المرة بعد الالف في قرأتها لا يَمل ولا يُصدق!
بدأت اصوات تصدُر مِن خلف الاشجار ، لم يهتم واكمل القراءة بصوت اعلي لكي يشغل عقله .
شعر بأن الاصوات باتت قريبة للغاية نظر وقد وجد تلك العِيون التي وصفها جده له هي بِكُل حذيفرها، ولكن اشد ثقابه لامعه الي الحد الذي يَجعلك ان تشعر بأنها تُنير ، كانت قرنية منهم قد تم تصفيتها اهذه هي التي فقعها له الرجل ، كان قبيح ومُخيف!
تثمر مكانه هل يهرب ، هل يصرخ ؟
انارت عقلة فكرة رُبما تُسعفه الان.
بدأ بالقراءه بصوت لين للغاية وقد شعر بهذا الكائن يقترب منه .
اصاب جسده قشعريره فأغمض عينيه وهمس :-
-ليتشي ...انا صديق لـَن اُذيك!
مرت بعض دقائق وهو مُغلق العيناين هل قُتل ام ماذا؟
شعر بـِلهيب انفاسه تقترب من وجهه ، فتح عينه الي ان اتصل بعينه الكبيرتين التي تنظر له بـِدهشة وتَعجب .
اشار له ليتشي اليه بـِاشارة تَدُل علي ان يُكمل ما كان يقوله .
تنهد نديم ثم بدأ يقول:-
"ومِن ثُم نظر الضفدع لـلـِ اميرة الجميلة وقد فاضت نظرات الحُب والشوق مِن عينيه ، اقتربت منه وقبلته بـِهدوء الي ان يصدر هذا الشُعاع مِن كل اطراف جسدة ، الحظة التي تنفك فيه تلك اللعنة اللعينه ، هل يُمكن لـِقُبلة ان تفعل هذا ، هل مفعولها اقوي مِن السحر؟!، اقتربت الاميرة من هذا الشخص الذي ظهر امامها بدلا من الضُفدع ابتسمت وقد سقطت دُموعها فرحًا ، اقتربت اكثر وألقت نفسها في عناقه وهي تهمس "اخيرا"
توقف نديم عن القراءه عِندما انتهي من قراءة اخر اسطر القصة .
نظر لـِليتشي الذي كان يجلس بِجانبه ويَنصت له في اهتمام .
وقف ليتشي من مكانه كان قصير القامة وخشبي الجسد واسع العيناين لدية قرنيه مَفقوعة ، كأنه خرج من فيلم رُعب!
اشار لـِنديم الي ان يتبعه وقد سار امامه .
تردد نديم في البداية لكنه هز كَتفيه في لامبالاة ثم مشي خلفه .
وقف ليتشي امام كهف وسط الشجرة الضخمة ، دلف للداخل وغاب قليلا ثُم جاء وكان بـِحُوزته زهرة قُرمزية اللون .
اعطها لـِنديم ثم اشار بيديه اشارة دلت علي انه يُريد ان يكون صديقه .
اخذ نديم الزهرة وهو يشتمها حتي دخلت اشواكها الي انف نديم وقد سالت بعض الدماء ، صرخ وهو يَمسح دمائة ويُحاول ان يكون هادئ حتي لا يُفزع ليتشي .
بدأ الخوف يتبدد اتجاهه ، مسح اخر قطراته بـِكمه وجلس بِجانبه ثم قال:-
-انا بخير لا تقلق .
-....
-الا تستطيع التحدث ؟!
نفي برأسه للجهتين وهو يُداعب الاحجار المُتناثرة بِجانبه .
-ولكن انت تفهم ما اقول؟
نظر له وقد اضاءت رأسة بـِفكرة للتواصل معه .
ارتجل من موضعه واضاء مصباحه لـِيُنير طريقة ثم قال:-
-هيا اتبعني سـَأُعلمك شي ما .
وصل الي جدول الماء وبدا في جعل الارض متساوية ثم امسك عصا واعطها لـه ثم قال:-
-اتستطيع الكتابة؟
نفي ليتشي برأسه مِثل الصغار .
-اتستطيع الرسم؟
نظر له و اؤمأ في إيجاب .
يمكنك ان ترسم ما تُريد شئ يُعبر عنك .
امسك ليتشي العصا وهو ينظر للارض ، ماذا يَرسم ، ماالذي سيُعبر عنه ؟
فكر قليلا ثم بدأ في رسم خطوط مبعثرة حاول ان يفهم نديم منها شيئا لكنه لم يفلح !
انتهي ليتشي ثم نظر الي نديم وقد اتم رسمته كانت خطوط متناثرة وقد اتصلت بالاحجار الصغيرة الي ان كونت رسمة لـِمسخ وهناك اطفال يُلقون عليه الحجارة وفي الاجانب الاخر الكِبار رسمهم بملامح ساخطة ومُشمئزة .
فهم نديم ما يُشير اليه ليتشي فبتسم ثم قال :-
-اكمل .
بدأ ليتشي في رسم خطوط اُخري وبدأت الشمس في الشروق لـينسج الفجر اول خيوطة لـِتُنير عتمه الغابة .
بدأ نديم بـِانشغاله برسمه ليتشي ولم ينتبه الي شروق الشمس .
انتهي وقد رسم تِلك المرة ذات المسخ ولكن يَبكي ، وفي الجهه الاخري يُلاحق الاطفال وينهشهم بـِعنف .
نظر له نديم وشعر بأنه سيبكي ، هل يُمكن الوحش ان يَبكي ، هل الوحوش تشعر بالاصل؟!
بدأ ليتشي بتحريك اصابعه في حركات وانفعالات تدل علي اشياء كثيرة .
فهم نديم بأنه يَكره شكله وانه مُخيف ولا احد يُحبه!
بدأ السؤال يلح مرة اخري في دماغه ..
هل الوحوش تشعر بالاصل؟!
ولما لا؟ ، هل لإنه قبيح فقط وذات شكل مرعب ولكن لم تُقتل مشاعرها هو يشعر بالتأكيد!
________________________
مرت اربعه ايام متتالية قضها نديم مع هذا الوحش لم يَعُد لمنزله الي الان يعلم مقدار التوبيخ الذي سيتلقه ولكن لا بئس .
كل ليلة يُجالس ليتشي يروي له قصة ويروي ليتشي قصة عن طريق الرسم والاشارات .
وعندما كان نديم يقول شئ مُضحكا كان يضحك بشدة وكأنه صديقه منذ زمن .
كل ليلة يُحضر له زهرة قُرمزية تَدُل علي حبه له .
بدأ نديم في تعليم ليتشي كيف يُحب نفسه وان المظهر ليس كل شئ ، رأي فيه شخصا اخر غير الذي يراه في الحقيقة ، هناك احد ما جميل للغاية يُعشش بداخل ليتشي ولكن تنمر الاطفال والكِبار من شكله جعله بتلك الحالة !
_____________________
-ليتشي انت جميل للغاية .
نظر له ليتشي وابتسم وهو يهز كتفيه في دلال .
-يجب ان ارحل .
قال نديم له وهو يُراقب النجوم بجانبه .
ارتجل ليتشي في ذعر لما قاله ثم امسك طرف كُمه وهو يَلح عليه في البقاء ، ليس لديه غيره صديقهه الذي علمه كيف يُحب ذاته ، صديقه الذي كان يروي له القصص الجميله وعلمه كيف يُعبر عما يشعر به ، علمه كيف يشعر!
-لما لا تأتي معي ، اهل البلدة سيحبونك ان رويت لهم قصتك؟
قال نديم وقد تساقطت بعض دموعه اذا رحل لن يأتي مجددا لما سوف تُعاقبه به والدته .
زم ليتشي شِفتيه ورفع كتفيه ليدل علي انه لا يعلم .
اغمض نديم عينيه ثم همس :-
-سأكون معك وسنذهب غدا لهم يَا صديقي والان هيا نخفوا .
تسطح ليتشي بجانبه واغلق عينيه ليخفوا سريعا اما نديم لازال يُفكر هل سيتقبلونه ، وماذا لو لم يُصدقني احد؟
اُرهق عقلة من كثرة التفكير ونام ولازال عقله مُشتعل!
_____________
تحت السُحب وفوق الارض وسط الغابة يَسير ليتشي ونديم وصلوا الي نهاية الغابة الفاصل بينها ويين القريه .
تراجع ليتشي للخلف بحركة تدل علي خوفه .
امسك نديم بمعصمه ثم قال بنبرة هادئة رغم خوفة
-لا تخف انا معك بالإضافة الي انهم سيتقبلوك!
بدأ بالسير ومر به من امام الحقول حتي رأه والده الذي اندفع اليه واحتضنه وكأن الروح ردت فيه مرة اخري وكذالك والدته التي رمت حبات القمح من يديها وهرولت اليه سريعا وهي تطمئن عليه وعلي صحته لم تسأله اين كنت وكيف اتيت فقط اهتمت بأنه الان بين احضانها سالماً.
توقف الجميع لحظة وتثمر الفلاحين اماكنهم وهم ينظرون الي ليتشي الذي لم يُلاحظ احد وجوده من البداية .
ترك نديم عناق والدته وهرول سريعا الي ليتشي ووقف امامه ثم قال :-
-يَجب ان تستمعوا لي.
تفحص الجميع بنظراته ثم اكمل سريعا :-
-هذا هو ليتشي وكان ...
لم يُكمل الي ان اندفعت الهمسات والانفعالات الصاخبه .
توتر ليتشي وكاد ان يهرب ولكن نديم امسك بمعصمه وهو يطمئنه .
-ارجوكم استمعوا لي
صرخ نديم ليتوقف الجميع فجأه .
-ليتشي ليس سئ كما تعتقدون لقد تأذي من الجميع ومن الاطفال والصغار بالسب والضرب والاهانة من الجميع كل هذا لان الجميع يعتقد بأنه وحش بأنه قبيح ، ولا يعلمه بأن بداخله شخص جميل هناك بذرة صالحه بداخله .
لن يُؤذي احد صدقوني عِشت معه اسبوعا كاملا انام بجاوره وناكل سويا ونتثامر وكل شئ ليس مؤذي بل هو من تأذي منا نحن البشر!
انهي كلماته وهو ينظر للجميع الذي بدا عليهم الاقتناع ، تبادلوا النظرات وكاد احدهم ان يتحدث الي ان قاطعه ذالك الفلاح الاحمق الذي امسك فأسه وقام بـِاقتحام الجميع وهو يجري ناحيه ليتشي وهو يقول :-
"لقد قتل ولدي ...هذا وحش ...لقد قتل ابناءنا"
تبعثر الجميع وهم يُقذفون ليتشي بالكلمات الدنيئة والسب لم يستطع ان يُسيطر نديم علي الموقف .
اندفع الجميع بـِأتجاه ليتشي بـِطريقة عشوائية ، بدأ هو بالهرب وعينيه تنهمر بالدموع التي كانت معلقة بين جفنيه .
قذف احد الفلاحين فأسه لـِتُصيب قدمه فتنكسر ويسقط علي الارض وهو يَصرخ صرخات مؤلمة كادت ان تحرق قلب نديم الذي امسكته والدته بعنف وتوجهت به ناحيه البيت .
كان يصرخ بشده ويبكي ونديم ايضا ..
لا تفعلوا هذا ، ليس سئ ، تعرض للأذية لم يقتل احد اعطوني فرصة لـِاتحدث...اتركيني يَـا امي ..
صرخ نديم وهو ينظر الي صديقه الذي تم ربطه في ذالك الجذع من الشجرة التي تساقطت اوراقها وطوي عليها الزمن .
بدأت الرؤية تتلاشي لدي نديم وهو يفقد وعيه مِن كثرة المجهود الذي بذله ، هو السبب في كل شئ!
_______________________
استيقظ نديم في اليوم التالي وهو يشعر بألم في رأسة ، تذكر ما حدث ليلة البارحة فتوجهه سريعا الي باب الغرفة فوجده مغلقا فتح الشباك وقفز منه وتوجهه الي المكان الذي تركه فيه البارحه .
وجد الجميع مُلتف حول الشجرة دلف بجسده الصغير بين تلك الحشود ليري ليتشي بقدمة المكسورة وجسده الذي تهمش بالكامل نتيجة لضربات تلاقها رأسه تميل للامام بالاضافة الي يدية التي سقطت اوراقها وتقصفت مخالبه .
سمع احد الفلاحين يقول بنبرة ساخرة :-
"لقد مات الوحش .. يستحق هذا"
بدأ يصرخ ويرفص ويسب لهم ، لقد قتلوا صديقه ..صديقة الوحيد انقي شئ في العالم ، انقي من الزهور البيضاء والسماء الصافية ، لقد جنا البشر عليه!
جلس بجانبه بعد ان ابتعد الجميع عنه بدأ في البكاء والنشيج .
لما البشر بتلك القسوة؟ ، لما لا يتناسون ويفهمون ؟، كل هذا لان لديه شكل غريب ؟، لما لا يتفهمون ؟، لما ظلموه وهم الظالمون؟، ما الخطيئة التي ارتكبها في حقهم؟ ، لم يقتل اطفالهم بل اطفالهم من قتلوه بكلماتهم !
لما يعتقدون بأن الجمال جمال الشكل ولم يُعطوه فُرصة لكي يُريهم بذرته، يتنمرون عليه ويقسون وفي النهاية عندما يبدأ بإذيتهم ينادونه بالوحش!
بل هم الوحوش وليس هو .
لقد ارتكبوا جريمة لن يغفر الله لها.
قال نديم من بين نحيبه وهو يَنظر الي صديقه الذي كان سبب في قتله ، هل سيُسامحة ، والاهم من كل هذا هل سيُسامح ذاته؟!
____________________
مرت الشهور ونديم لا يتحدث الي اهل قريته فقط يشتري الكُتب والقصص ويذهب بجانب قبر صديقه الذي حفره له بجانب الشجرة التي رُبط عليها ، يروي له قصة ويتثامر معه ويذهب كل يوم لايَمل وبدأ يُصدق!
بعد مُدة ليست بقصيرة لاحظ نديم تِلك الزهور التي تَنبُت علي قبره ، زهور قُرمزية اللون کالتي كان يُهديها له .
كانت مكونة من اربع اوراق ملتحمة وهناك فاصل بينهم، ثلاث منها حمراء ومنقطة باللون الابيض وواحدة بيضاء منقطة بالاحمر .
انها اجمل الزهور واندرها تواجدا هنا !
كيف؟، ما اجملها ايُعقل ان تنبت تلك الزهور من هذا الوحش!
جمع اهل القرية وجعلهم يُشاهدون تلك الزهور التي اُزهرت بدون تدخل احدا فيها .
بدأ الجميع يشعر بالندم ، يشعرون بالندم والقسوة لما فعله ، اهذا المسخ اخرج تلك الزهور ، هل كان جميل الي هذا الحد؟
بدأت القريه في اقامة حداد لما فعله وبدأ الجميع يُأنب نفسه لما حدث..
وانتشرت القصة في جميع الارجاء ومن يود ان يُقسم او يُغازل احدهم يقول "تُشبه زهور ليتشي"
فتعبر عن النقاء ومقدار الجمال ..
لم يكن الجمال في مظهره لقد كان في اعماق جوفه ...النقاء بداخلنا وزهور الجمال تنبت وتترعرع بـِاعماقنا يا صغار.
انهي الجد قصته وقد تعجب الاطفال من تلك القصة الغريبة وتدافعوا نحو الجد يُقبلونه قبلة ما قبل النوم وتوجه كل منهم الي فـِراشة .
توجه الجد الي غُرفته وقد تذكر كل ما حدث وكم من السنوات مرت علي تلك الذكري .
تنهد الجد ثم قال :-
"ها انا نديم قد بلغت الخمسين من عمري ولازلت اتذكرك يَــا ليتشي دُومت سالماً نقياً تحت الاتربة"
⇻⧫⇹⇹⇹⇹⧫⧪⧫⇹⇹⇹⇹⧫⇺
تعليقات
إرسال تعليق