التخطي إلى المحتوى الرئيسي

معصية قادمة | ببلولا

نص «معصية قادمة»، بقلم نور القيسي!

إنني أتألم كثيراً في اليومين الماضيين ..
و أنا أخشاني حين أتأوَّه، لأنَّ هذا دليل معصية قادمة ولازلتُ أتطهر من ذنوبي، كـ سَوط يرتدُّ على ظَهري، يلين و يشتدُّ فجأة ..

أقرأُ دون تركيز، أستطعمُ الحديد و المعادن، أخشى النوم لأنّه يأتي بـ الغد وما باتَ الغد أجمل أبداً ..
ثقيل يا رأسي على كتفيّ

لو كان الجسد : دُمية، لـ فَكّكتُ الأعضاء بـ يدي ؛ كي أذوب رويداً في الهواء بِلا أحمال ..
هكذا أطير بل أرتفعُ قليلاً عن الأرضِ و الحقيقة كُلّ ما هُوَ دنيويّ وَضيع و بائس حتى ما يرتفع يَقَعُ بعد ذلك .. جميعنا ننجذبُ إلى المُنحدرُ نتهَاوَى نتساقطُ في أمنية تشبهُ المطر ..

اليوم رغبتُ بـ الموتِ بشِدَّة
بصدق !!
ليس اليوم فقط ؛ بل إنني أبتغيه
فـ أنا كائن هَشّ لا يحتملُ الظَلام والنوم وحيداً في الغُرفة، ومع هذا فـ إنني أُوصد الأبواب و أُطفئ الأضواء و أتمدّد وحيد في غرفتي ..
أُقلّبُ في أسماء هاتفي النَقَّال، أتنهّد بطريقة مُتقطّعة يتراءى لي أنَّ التنفّس لن يتحسّن ..
سريعاً أُغلقُ الهاتف، أنقلبُ على يدي اليُمنَى، أعني شِقِّي الأيمن ..
الذي سُرعَان ما يتجّهُ إلى اليسار و بعدها أتذّكر السقف ؛ فـ أتعلّق، أتوق إلى أن أتخفّف منّي
شَتَّى الفقدان و الوعي الضَّال، أُشبهُ الهُدوء في غرفتي ..

ينتابني إحساس أنَّ حٌلم الخامسة طِفلاً سـ يستيقظ و أنَّ عرش الإله يرتفع و الملائكة يُغنّون معاً مع الشياطين ..
و أنا أُديرُ الطُيور بين يدي، أُصفّرُ لـ القادم من النهرِ المُجَاور، الشَّلالُ غريب في رأسي، إذ يرتفعُ ولا يهبط .. أعتقدُ أنني لمحتُ زَوَارق الشِتَاء و المعاطف الصوفيّة على الأغصان، بدأت الصُوَر تمتزجُ في ذهني معناه أنني نَاعِس وينبغي أن أنكسر على سلالم الطابق السفلي سـ أذهب إلى غُرفتي من أجلِ المصابيح الجَاحِظَة و النوافذ الـ مَعطوبة ..

سـ أغضّ عينيّ و أعضُّ على وريدي رغم العَصَب
سـ أكون في الظلام وحيد و هناك سـ أنام على كفِّي دون إثم يُرتكب أو كبيرة من كبائر الخلقِ تتضاءل لـ تصغر و تختفي في الحنجرة ..

لا أسمعني أشعرُ بالدُوَار، لا أُريد نَوماً لا أُريدُ غداً لا أُريدني أيضاً لا أُريدني !
⇻⧫⇹⇹⇹⇹⧫⧪⧫⇹⇹⇹⇹⧫⇺

الكاتبة⇙ نور القيسي


تعليقات