قصيدة «لا مفر»، بقلم شريف مصطفى!

هذا اليوم، ليس بالبداية ولا النهاية، وإنما هو الإثنان معاً، أو ربما محطة لرؤى لا يراها العبيد، ويستشعرها فقط الأنبياء، وبالطبع أنا لست نبياً، لكني أيضاً كنت أطمح ألا أكون مجرد عبد.
هذا اليوم، لا أمتلك قدرة توجيه البصر، رعشة الأطراف تمنعني، ولا قدرة تقوى على مجابهتها، أمامي آلاف النساء عاريات، ماذا يمنعني من النظر إلى مفاتهن؟! أنا عارٍ بالمثل، ولا أحد ينظر إلى جسدي بعضلاته المفتونة، كلنا أضراء ونبدو مبصرين، كلنا عراة ونبدو مكسوين، جهة النظر واحدة: شمس عالية، هيبة الوهج تشل أطرافنا، وصخب أشعتها يكوي جباهنا، والأرض تحت أقدامنا باردة بعرق أجسادنا المتبخّر.
ننتظر، كان الانتظار قديماً معي لم يحدث، بحكم سلطتي ونفوذي، وحتى إن حدث مع عوام البشر كان لدقائق أو ساعات أو أيام، ليس لسنوات ننتظر، لا نأكل، ولا نشرب، ولا نشعر، ولا نشبع، صارت الروح أسيرة الخوف والانتظار، لا مكان للعقل أو القلب في هذا الجسد الذي صارت روحه هي المسيطر الأوحد.
حشرٌ ضخم، لا يتناقص عدده إلا بالسنين، لا أدري ما المفر، أخشى أن تسيّر روحي لساني وتُنطقه بما لا أرغب، ربما كان خلف هذا الوهج وهج أشد وألعن، ربما خلفه نعيم هادئ، لا أملك الآن قدرة التغيير أو الاستغفار، كل ما أملكه سنوات انتظار.
⇻⧫⇹⇹⇹⇹⧫⧪⧫⇹⇹⇹⇹⧫⇺
تعليقات
إرسال تعليق