قصة «من أجلك أنت»، بقلم أسماء الحويلي!
طبعا دخلت في حالة نفسية لا أُحسد عليها ، كرهت نفسي وكل من حولي ، لم يعد لدي ثقة في أي رجل ، ففي فترة انتظاري له ، تقدم لخطبتي الكثير لكنني كنت أرفض كل مرة حفاظا على عهدي مع وليد لولا أنه خانني وتركني بحجته الواهية وهي أن أمه هي من اختارت له .
..هل كانت شخصيتي أمام عائلتي أقوى منه فرفضت كل المتقدمين من أجله ، أم جانبت الصواب فضحيت بشبابي وعملت كل ما بوسعي للحيلولة دون أن أغدر بإنسان لم يبذل بالمقابل أي جهد للحفاظ علي أو على الأقل للوقوف عند كلمته كرجل ..
مرت السنين ، وتزوج وليد ، وبقيت من غير زواج .. تجرأ ذات مرة ، واتصل بي ليخبرني أنه أنجب بنتا وأسماها بإسمي ..سمعت الخبر ، و دون أن أنطق ببنت شفة ، أغلقت الخط ..ماذا يريد مني هذا الذي لا يساوي ربع رجل ! هل يريد أن يسلخني بعد أن ذبحني !!
حزنت أمي علي كثيرا ، فأنا ، في نظرها ، كبرت وكل من في سني تزوجن وأنجبن إلا أنا بقيت عانسا تلسعني نظرة المجتمع إلي أدفعها كضريبة لإنتظار خائن .. أعلم يا أمي شدة وجعك و مدى حزنك علي ، أسمع دعاءك لي في كل صلاة بأن يرزقني الله من فضله .
اعلمي حبيبتي أنني لم أعد أكترث لأمره إطلاقا ، محوته من قلبي كما محاني من حياته ، لم يبق سوى جرح بداخلي لم يندمل ، لقد نسيته يا أمي ، اعتدت على عدم وجوده بحياتي ، فلم أعد أهتم لأمره ، أو يتحرك له شيء بداخلي إن رأيته كما في السابق حيث كان قلبي يقفز فرحا بلقياه ..لقد مات كل إحساس بداخلي .
بعد فترة ركود ، تقدم إلي شاب ، وعند الرؤية الشرعية ، جلسنا وتحدثنا في لقاء بدا جميلا مما جعلني أستبشر خيرا ..مر يوم ، ثم أيام ونحن ننتظر ، لكن الخاطب لم يرد بتاتا ، لا بالإيجاب ولا بالسلب ؛ وتوالت بعده الطلبات ، ولكن الذي يذهب لا يعود . زاد حزن أمي ، وزادت نفسيتي تدهورا فانضممت إلى صف أمي واعتبرت نفسي كبرت حقا ، وانطفأ بصيص الأمل بالكامل فلم أعد أرغب في الزواج و توقفت عن حضور المناسبات تجنبا لأسئلة الأقارب كيف ولماذا لم أتزوج بعد !
إلى جانب والدتي ، ظنت خالتي أنني تعرضت للسحر فاقترحا علي أن تأخذاني عند دجال ، حسب اعتقادهما ، مبروك وثبتت نجاعة تدخلاته . غضبت لهذا العرض ورفضته بشدة : كيف يا أمي تريدينني ان أغضب ربي بزيارة الذي قال فيه تعالى " ولا يفلح الساحر حيث أتى " وقد نهانا نبينا عليه الصلاة والسلام عن زيارة العرافين ! لا يا أمي لن أذهب عند أحد ولن يصيبني إلا ما كتب الله لي ، فزواجي بأمره وعدمه بأمره كذلك .. استسلمت للبكاء وأقبلت على الله أصلي وأدعوه ، وأسجد له وأحدثه بما في قلبي من ألم وضيق ..
⇻⧫⇹⇹⇹⇹⧫⧪⧫⇹⇹⇹⇹⧫⇺
تعليقات
إرسال تعليق