قصة «ﺧﺎﻓﺖ ﻓﻘﺪﻱ ﻓﻔﻘﺪﺗﻬﺎ»، بقلم نورا بونعيم!
ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻼﻭﺱ...ﻭﻗﺪ ﺷﻮﻩ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻋﻴﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ...ﻇﻠﺖ ﺃﺳﻮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺗﺎﺭﻛﺔ ﺃﺛﺎﺭ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪﻫﺎ...ﻛﺎﻧﺖ...ﺣﻴﻦ ﺗﻨﺎﻡ ﻻ ﺗﺘﺮﻙ ﻳﺪﻱ ﺃﺑﺪﺍ ﺗﻤﺴﻜﻬﺎ ﺑﺮﻋﺐ ﻃﻔﻠﺔ ﺃﺿﺎﻋﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻭ ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﻜﺎء ﻗﻄﻊ ﺣﻨﺠﺮﺗﻬﺎ!...
ﻛﻨﺖ ﺃﻳﻘﻈﻬﺎ ﻓﺘﻬﺐ ﻣﺮﺗﻌﺒﺔ ﻭﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﺑﻤﻠﺊ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ...ﺍﻟﺪﺍﻣﻌﺔ...ﺗﺘﻔﻘﺪ ﻭﺟﻬﻲ...ﺗﺘﻠﻤﺲ ﻳﺪﺍﻱ
...ﺗﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺳﻼﻣﺘﻲ ﻓﺄﻣﺴﻚ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﻷﺧﺒﺮﻫﺎ ﺑﺄﻥ ﻻ
ﺷﻲء ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻠﻘﻠﻖ ﻭﺃﻧﻲ ﺃﻳﻘﻈﺘﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﻷﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﺄﺧﺮ...ﻓﺘﻐﻤﺾ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ...ﻭﺗﻤﺴﺢ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ...ﺗﺤﺎﻭﻝ
...ﺃﻥ ﺗﻬﺪﺃ
ﺭﺑﺎﺍﻩ ﻛﻢ ﺩﻣﺮﻫﺎ ﺍﻟﻔﻘﺪ!...ﻛﻨﺖ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﻬﺎ.. ﺗﺨﺎﻑ ﻓﻘﺪﻱ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻮﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻘﺪ ﺭﻭﺣﻬﺎ.. ﺗﻘﺎﻭﻡ ﻭﺗﻜﺎﺑﺮ ،ﻟﺘﻮﻫﻤﻨﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺑﺨﻴﺮ...ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻬﻠﻊ ﺣﻴﻦ ﺃﺗﺎﺧﺮ ﻭﺗﺤﺎﻭﻝ
ﺃﻥ ﺗﺒﺪﻭ ﻣﺘﺰﻧﺔ ﺣﻴﻦ ﺃﻋﻮﺩ...ﻟﻜﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﻀﺤﻬﺎ...
ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺧﻮﻓﻬﺎ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺟﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻐﺮﺱ ﺟﺬﻭﺭﻩ ﻓﻴﻬﺎ...ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺃﻛﺜﺮ
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺃﻥ ﺃﻃﻤﺌﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺃﺧﺒﺮﻫﺎ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻟﻦ ﺃﺑﺘﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺎﺩﻣﺖ ﺣﻴﺎ،ﻟﻦ ﺃﺫﻫﺐ ﻭﺃﺗﺮﻙ ﻗﻠﺒﻲ ﻳﺘﻴﻤﺎ ﻟﻸﺑﺪ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻲ ﻗﺪ ﺃﺑﺘﻌﺪ ﺭﻏﻤﺎ ﻋﻨﻲ،ﻗﺪ ﺃﺧﺘﻔﻲ ﻋﻦ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻟﺤﻈﺔ ﺩﻭﻥ ﺣﻮﻝ ﻣﻨﻲ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ...! ﻛﻢ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺸﻌﺮﻧﻲ ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ!
ﻇﻞ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻳﻼﺣﻘﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺷﻴﻄﺎﻧﻴﺔ، ﻳﻮﺳﻮﺱ ﻟﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ
ﺳﺘﻔﻘﺪﻧﻲ ﻛﻤﺎ ﻓﻘﺪﺗﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ﻟﻴﻼ ﻣﻔﺰﻭﻋﺔ ﺗﺴﺪ ﺃﺫﻧﻴﻬﺎ ﻭﺗﺼﺮﺥ ﺑﺎﻛﻴﺔ،ﺃﺭﻛﺾ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺗﻬﺪﺋﺘﻬﺎ ﺃﺿﻤﻬﺎ ﻟﺘﻬﺪﺃ...ﻓﺘﻜﺎﺩ ﺗﻘﻄﻊ ﻟﺤﻤﻲ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺗﺸﺒﺘﻬﺎ ﺑﻲ،ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻐﺮﻕ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﻘﺬﺗﻬﺎ!
ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻟﻢ ﺗﻔﺎﺭﻕ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻳﻮﻣﺎ...ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺮﺡ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺳﻬﻮﺍ ﻛﻠﻤﺎ ﺃﻣﺴﻜﺖ ﺷﻴﺌﺎ ﺣﺎﺩﺍ...ﻓﺄﺳﺮﻉ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻨﺒﻬﺎ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺑﺄﻥ ﺃﺻﺒﻌﻬﺎ ﻳﻨﺰﻑ...ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺴﻤﻌﻨﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻣﺼﺪﻭﻣﺔ ﻭﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺗﺪﻣﻊ، ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻭﺗﻌﻮﺩ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﻟﺘﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﻓﻲ ﺩﻫﺸﺔ ﻣﺮﻋﻮﺑﺔ ﻭﺗﺴﺄﻟﻨﻲ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺑﺨﻴﺮ،
ﺛﻢ ﺗﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﻳﺪﻫﺎ ﺗﻨﺰﻑ..ﻟﺘﺨﺒﺌﻬﺎ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻣﺴﺮﻋﺔ ﻟﻐﺴﻠﻬﺎ
ﺑﺈﺣﺮﺍﺝ ﻳﻤﻸ ﻭﺟﻨﺘﻴﻬﺎ...
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺎﻑ ﻓﻘﺪﻱ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺆﻟﻢ ﻭﺗﻌﺎﻧﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻫﺴﺘﻴﺮﻱ،
ﻋﺬﺑﺘﻬﺎ ﻫﻼﻭﺳﻬﺎ ﻭﺛﺮﺛﺮﺓ ﻣﺎﺿﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺰﻳﻦ ﻭﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻔﻘﺪ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺒﻜﻲ ﺑﻜﺎء ﻣﺮﻳﺮﺍ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻘﺪﺗﻨﻲ،ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺗﺨﻴﻞ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﺑﺪﻭﻧﻲ ﻟﺬﺍ ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺪﻭﻧﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ...
_أتقصد....
ﻋﺪﺕ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻲ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ ﻷﺟﺪﻫﺎ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ،ﻙ
ﻣﻼﻙ ﺑﺮﻱء...ﻭﺳﻂ ﺑﺮﻛﺔ ﻣﻦ اﻟﺪﻣﺎء..."ﺧﺎﻓﺖ ﻓﻘﺪﻱ ﻓﻔﻘﺪﺗﻬا"
⇻⧫⇹⇹⇹⇹⧫⧪⧫⇹⇹⇹⇹⧫⇺
الكاتبة⇙ نورا بونعيم
تعليقات
إرسال تعليق