التخطي إلى المحتوى الرئيسي

صِراعٌ بين بشريٍّ | ببلولا ツ

قصة «صِراعٌ بين بشريٍّ»، بقلم دنيا السعيدي!

بفحيحٍ خافتٍ لأفعَى أمامَهُ ينقلُهُ بصرُه لمشهدٍ مَا ظنَّ أنَه سيرَاه مطلقًا، صِراعٌ بين بشريٍّ يبدُو من عُصورِ مَا قبلَ التاريخِ و بشريٍّ آخرَ يرتدِي أحدثَ الصيحاتِ، يتصارعانِ، تميلُ الكفَّة تارةً للبدائِي و تارةً للعصرِي وما من فَائِز..

أمَّا الأفعَى فتستمرُ بالمتابعةِ وفحيحهَا يشتدُّ مَع شدَّة الصراعِ..
 فجأةً ينظرُ الخصمانِ للأفعَى لأولِ مرةٍ و كأنَّهمَا أدركَا وجودهَا للتوِّ، ينقضَّانِ عليهَا فَيُهلكانهَا، تتبخرُ هِي و كأنهَا لم تكُن...

نَظرَ الصغيرُ  لجدِّه.
_ماذا يعنِي هذا يا جَدي؟
_عزيزِي، تلكَ الأفعَى هي أساسُ الشرِّ في العالمِ، تتحكَّم بالبشَري مُنذ أَن نزلَ آدم علَى الأرضِ حتى تَفنَى.
_لِم يتصارعانِ؟
_العصريُّ يرمزُ للدول المتقدِّمةِ، أصحابُ المالِ و النفوذِ علَى الكوكبِ ما يتطلعُ لَه جيلكُم الحالِي، والبدائيُّ يرمزُ لِدولِنَا الناميةِ المتخلِّفةِ، يتصارعُ الخصمانِ مُنذ القِدَمِ حينَ كان الصراعُ و البقاءُ حينهَا للأقَوى ..

مع مرورِ الزمنِ تَطورت آلياتُنا و نُظِّمَ مجتمعنَا لكِن الصراعَ لَم يمُت، اختار القويُّ أن يطلقَ علَى نفسهِ متقدمًا لأسبابٍ اختارهَا بِنفسهِ وَوضعهَا مقياسًا للتحضُّرِ، المَالُ و السلاَّحُ أهَمُّهَا، أمَّا الأضعفُ فَهو متخلفٌ و نامِيُّ ولا يستوفِي الشروطَ...

_كيفَ استطاعَ البشريانِ فهمَ الموضوعِ و قَتلَ الأفعَى؟
_مع متابعتكَ للشريطِ، ستجدُ أنَّ أحدَ الخصمينِ قد تعثَّر حتَى كاد يسقطُ علَى وجهِهِ، ونتيجةً لأعضاءِ الفطرةِ لدَى الانسانِ رَكضَ خصمهُ لانقاذِه من السقوطِ، هُنا فَقط حينَ تجاهلَ الاثنانِ صوتَ الاندفاعِ الذي أجبرهُمَا على القتالِ فقدَا القدرةَ علَى الطاعةِ العمياءِ فسمعَا الفحيحَ فأدركَا الموضوعَ.

_المشهدُ حقيقيٌّ؟
_صغيرِي، أتمنَى لو يُصبحُ المشهدَ حقيقِي، لكنَّ الفحيحَ يزدادُ،
والصراعُ يشتدُّ و هناكَ الأفعَى تتربَّعُ تنظرُ و يزدادُ صوتُ ضَحكاتِهَا....
⇻⧫⇹⇹⇹⇹⧫⧪⧫⇹⇹⇹⇹⧫⇺

الكاتبة⇙ دنيا السعيدي



تعليقات