التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الفنُّ وجهُ الحقيقةِ المُنمَّقُ | ببلولا ツ

وجهُ الحقيقةِ المُنمَّقُ !

الفنُّ وجهُ الحقيقةِ المُنمَّقُ ..
فإنّه - رغم ما يحويِه منْ تنويرٍ -
لمْ يُبدِ يومًا الصفحةَ الكاملةَ لمرارةِ الشئِ بعلْقمها المزعجِ،
كالذبحِ الباردِ ..
لامرأةٍ يهينُها زوجها يوميًّا،
حسرةِ طفلٍ فارغِ الجيبِ لا يتطلَّعُ إلى اقتناءِ لعبةٍ مُبهِرة،
بقَدْر تلهُّفِه لسدِّ جوعِه الحارقِ، والتقزُّز الذي يتملَّكُ العاهراتِ في آخر الليلِ بمفردِهِنْ.

أرى أنَّه قلَّما يصلُ التصويرُ الإنسانيّ إلى أعماقِ الألمِ العاريّة،
ويصوِّرها بِدقَّةٍ كما هي.
إنَّك تكتبُ نصًّا عنْ الجوعِ
فيصفِّقُ لكَ الجميعُ وأنت جالسُ فوقَ أريكةٍ إسفنجية ناعمة لا ضيرَ عليك ..

ترسمُ لوحةً تجسِّدُ بها الحريّة
دونَ أنْ تختبرَ فتيلًا منْ قهرِ معتقلٍ وُلدتْ طفلتُه يومَ إعدامِه،

تغنِّي لحُسنِ المرأةِ وربما لا تصونُه حينما تملكُه ..
وتُخرِجُ فيلمًا عنْ وقاحةِ العاهرةِ دونَ التطرُّقِ
إلى رسْم معاناتِها الداميةِ ومعتركِها المميت كلَّما ضمَّها غريبٌ.

ليس الفنُّ إلَّا مرآةً ضبابيّة تُرينا ما نُدرك نصفَه من مُسَلَّماتٍ بالفعل.

نستمتعُ، ونصفِّقُ فحسْب.


بقلم⇙ نيرفانا جمال


تعليقات