قصيدة حوارية الأشياء !

قالت البويضة للحيوان المنوي : هيا يا عزيزي ، نتلذذ نحن حتى يخرج للعالم مجنون جديد .
قالت النخلة لنبتة الصبار التي تنبت بجوارها : إني أفضلُ حالًا منكِ لأنني أنظرُ كُل حين إلى الأفق البعيد ..
قالت نبتة الصبار للنخلة الشاهقة فوقها : أنا أفضلُ حالًا منكِ ، فلا يرجمني أحد حتى يحصلُ على ثماري ، ولا يجرؤ أحد على الإقتراب مني .
قال العصفور للبندقية : في عينيك موت .
قالت البندقية للعصفور : بل حياة لمن يُدرك عظمة الموت !.
قال الإنسان لبيتٍ مهجور وخرب : يا سئ المظهر ، لا أحد يقطن في زواياك .
قال البيت المهجور للإنسان : لماذا الإهانة يا أخي ، وقلبك يشبه زواياي الفارغة !؟ .
يقول شخص مُحب للضفائر : يا ليت الضفائر تؤكل حتى أتناول كل ضفائر النساء دفعةً واحدةً وأستريح !..
يقول جرس عتيق معلق فوق منارة كنيسة :
كثرت نداءاتي ولم أسمع إلا صدى صوتي !.
يقول فتى في العاشرة من العمر :
ليت السحابة شطيرة متكبرة وعندما اكبر ألتهمها بمفردي .
تقول فتاة شرقية في عيد ميلادها السادس والعشرون :
كبرتُ أنا ولكن بداخلي برعم لم يتفتح بعد !.
يقول جندي لبندقيته :
أنا وأنتي مُطاردان ومنفيان ولن يخلصنا سوى الموت !.
قال طفل صغير لله بعد رؤيته لعاشق يبكي فقدان حبيبته : خذ كل قطع الحلوى التي في جيبي ، وأعد له حبيبته ، دموعه تزعج طفلك الصغير ، أمي قالت أنك تستجيب للأطفال !.
يقول معلم لتلاميذه الصغار :
الحب يا أطفال مثل البالون عليك أن تبذل جهدا حتى تحصل عليه وتجعله كبيرا وعليك ان لا تحتفظ بنفسك بأي شئ شائك .
تقول سمكة للصياد : لو علمت كم أبتلعت من احزان البشر التي باحوا بها للبحر .. لما أكلتني !
يقول عامل نظافة : نظفت المدينة بعرقي ، فكافئتني بنظافة معدتي من القوت .
يقول كاتب روائي لأوراقه : أنتي كوني وأنا الخالق ، سأخلق العالم بطريقة جديدة وأصنع إمرأة أحبها .
قالت رصاصة قبل أن تخترق صدر فتاة تحمل وردة الوطن : عذار يا صغيرتي فأنا مسيرة وليس لي إرادة .
قالت شجرة لحبيبين على وشك الافتراق : عليكم بالفأس وانتزاعي من هنا ، سأصير شوكة في ذاكرتكم كلما مررتم من أمامي !.
قال شاب لإمرأة تضع يدها على صدره : على أي شئ تبحثين يا عزيزتي ، ما تبحثين عنه قد أكلته النار وأفسده البشر وتوقف .
قال الطريق لمسافر ما : رفقا يا صديقي فخطواتك تنضح بالفراق !.
قالت نجمة لنيزك متجه الى الأرض : رفقا بهم ، فهم لا ينقصهم المزيد من الخراب ..
قال الطفل اللقيط لمعيريه : أنا لست سوى ابنا للحظات الحب الذي لا تكفون عن الحديث عنه .
مما قالته وردة لعاشق ينوي قطفها : تذكر أنك بإسم الحب ستقتل وتهدر دمائي ، وهكذا هو الحب به من الدموع
والدماء ما لا يقل عن خسائر الحرب .
تعليقات
إرسال تعليق