التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المُشاغِب.. ما هذا الضجيج؟ | ببلولا ツ

المُشاغِب !

كفى.. ما هذا الضجيج؟

صوتاً ما يتحدث بداخِلى، يا لكَ مِن مُزعِج، لَكِن غَير مُبتَذِل، لَكِن لا أعلم.. لماذا لا أتحَمَلّك؟

إنصِت إلي يا نِصفى الآخر، ذَلِك العالَّم لا يَمُّت بالإنسانية بِصلّه كَفاكَ عِناد و صمود أمام مَن يؤذيك حتى لو بِكلِمَّة يا لكَ مِن أحمق، يَجِب عليك أن تضَع حدً لِهؤلاء، أعلم جيداً انكَ لَّن تتغير، سوف تصمُّت، إنه انا مَن يعلم ما يدور داخِل رأسك، لإني أعيش بِداخِله..

- مَن أنت؟

أنا صَوتك الداخلي..

- ماذا تُريد؟

اُريد إصتِحابَك لِتَنجو، مِن سلبية الآخرين الذين يُمارسوها ضِدْك..

اُصمُت، فأنت تُسَبِب لي الصُداع، يا لكَ مِن صوتاً مُتطفِلاً لَعينً، أنا اعرفك جيداً، أنت الذي تُسَبِب لي الارق أثناء نومي، انت الذي تُسَبِب لي الصُداع الذي يكاد أن يكون صُداع نصفي، كَفاكَ ضجيجاً.. أرجوك، اترُكني أخلِد إلى النوم لا تَكُن أحمقاً يا صاح، قُل لي.. كَيف عبَرت داخِل عقلي؟

سُحقاً لكَ.. أنت مَن خلقتني بِداخِلك، أنت مَن أيقظتني، انت الذي تَسببت لي بالصُداع، اللعنة.. ليس انا مَن سَببته لك، أنت مَن جَعلتني نِصفك، أنت تَسببت فى ذَلِك، أنت الذي تَرفُض مُواجهة الآخرين، أنت الذي تتحدث إلي نَفسك فى المِرآه، لَكِن علي أن اُحذِرَك، و لن أكون ساكناً بعد الآن..

- مِن مَن سَتُحَذرني؟

أنت تعلم يا نصفي الآخر صديقك أمجد، و تعلم ما مدى حُبك له أنت تتخذهُ أخً و ليس صديقاً.. أليسَ كذَلِك؟

نعم يا صوتي الداخلي، إنه عزيز إلى قلبي.. لِماذا تَصمُت الآن؟ ماذا فعل صديقي؟

أعلم إنني بِخَير، إن ما يَحدُث لي مُجرد هلوسات ليس إلا، أتمني أن تكون كذَلِك.. سوف أذهب إلى النَوم..

اااه، رأسي يؤلمني..

أنا أتيت لكَ مثل البارحة، لا تقلق..

لا أعلم.. هل أنت كيان أم مُجرد هلوسات تُداعِب عقلي؟

أنت الكيان ذاته، أما انا صوتاً داخلك يسعى للخروج مِن جَسدَك الذي يُحاصرني مِن جميع الجوانِب، لَكِن لم يفلح الأمر بأن اكون خارج جسدك، لأنك كيان و انا ايضاً كيان، كِلانا كيان واحداً..

اُصمت، دعني أشرب كأساً، اُريد أن اكون مخموراً، لا اُريد سماعك داخِلي..

أتعلم أيها الصوت اللعين، أنا استمتع بِذَلِك الكأس..

أعلم.. أعلم، لِذَلِك كُل ليلة تكون مخموراً، لدرجة الإغماء، تكون مخموراً ثم تستيقظ للصلاة، يا لكَ مِن مُنافِق، ثم تقول إن الله غفور رحيم..

اصمُت.. لماذا هبطت إلي كما الطائرة التي تهبط هبوطاً إضطرارياً؟

لعلَّ ذَلِك الهبوط خيراً، لا تقلق..

الحياة عشوائية، ألا تدري ذَلِك!

أدري، و اعلم ذَلِك جيداً..

انا طيب..

انا داخِلك، لكني شرير..

كانت بتمص كُل مِلي طاقة، و انا على أمل، أفقد الأمل فى الجرح إنه يلِّم..

انا هُنا لكي أخلق لك، الشغف..

لقد فرَغت الطاقة الكاِمنة، بداخلي..

انا خُلِقت بداخِلك مِ خلال إفراغ، تِلّكَ الطاقة..

لما القلب بيقُف، العقل بياخد كُل الطاقة..

إعتبره، عربون صداقة، اُتركها تِرضىَّ بسيء، لما الاسواء يأتي تِحن..

لا اُريد حناناً فحسب، اُريد احتواءً، اصمُّت.. لماذا تجعلني أتذكر؟

سُحقاً لكَ.. أيها الصوت اللعين، الذي يقطعني من الداخِل، أتعلم!

الدراما، جعلت مِن الكبت كيف..

انصِت إلي..

لن انصِت، أنت الذي سوف تنصِت إلي الآن..

أنت وهم، وهم لعين، انا ليس مريض انا بخير، لن اُغادر غرفتي، الكُتب أفضل مِنك..

لحظة!

اصمُّت، ثم انصِت فحسب..

أتعلم أيها اللعنة، أنت اكتئاب أعلم ذلِك جيداً..

- أين حقي؟

أيها الاكتئاب اللعين.. لماذا تقوم بزيارتي دائماً؟

لم اكترث لك، بعد الآن، هي مُجرد حقنة هواء تكاد أن تُدخلني العدم..

لكن.. ما هو العدم؟

العدم هو إنني أعيش الآن، أما العدم الذي أقصده هو إنني أحيا داخله، فى ذلك القبر الذي سوف احتضنه، حين يحملون جسدي إلى ذلك المسجد ليقوموا بدورهم، ثم يتركوني داخل ذلك القبر الذي سوف احتضنه، و هم يحملونني سوف يرون تلك الحقنة الفارغة من الداخل، سأكتب لهم وصيتي بأن يدخلوها معي داخل ذلك القبر الذي سوف احتضنه، لأن تلك الحقنة هي صديقتي الوانسة لي التي سوف تنتشلني من العدم الذي أعيشه..

وجهي، أصبح شاحباً لدرجة لا تطاق، لا أدري.. ما الذي يحدث لي؟

لا أفهم حقاً، تركيبة جسدي هذا.. لماذا أنا جسداً؟ لماذا لم اكُن هواءً؟

عذراً، لم يعُد النوم مفيداً الآن، لم يعُد يصلُّح للهرب، ما دام ذلك الارق اللعين الذي يصاحبني دائما.. تباً لكل شيء.. 

بقلم⇙ حسن أشرف حسن



تعليقات