التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المصحّة - الجزء الثاني | ببلولا ツ

استكمال قصة المصحّة، تقديم نجلاء فتحي وإبراهيم وهبي !

الجزء (2)

لا اقدر علي انكار الرعشه التي سارت داخلي بعد حديث الطبيبه ولا اقدر ايضا علي تورية التعجب والغضب لأرد بطريقه حاولت ان تكون هادئه لا تظهر ما بداخلي قائلا:

- ارجوا منكي ان ترافقيني للتعرف علي من بالمكان وبعد ذلك يمكنا التحدث ورسم خطه لتعاونا في الايام القادمه.

ابتسمت ابتسامه كشفت عن اسنان مصطفه ناصعة بيضاء تتخفي خلف ثغر صغير ورقيق لتظهر غمازتان في خديها , تضاعف جمالها عندما إبتسمت فشعرت بوخذه بقلبي وابتسمت دون درايه مني قبل أن تنظر لي نظره جعلتني ارتبك ولا اعلم سببا لربكتي , طلبت مني ان اتبعها فتبعتها وانا اشعر بسعاده وتفائل وامل بأن مهمتي ستكون ممتعه طالما سأكون في حضراتها.

بالخارج مررنا بمكانا واسعا ملئ بأوراق الاشجار الذابله وبعض الاشجار القديمه اغلبها من الاشجار الزهريه المحاطه با لحشائش يبدوا أن هذا المكان كان في يوما من الايام حديقه جميله تسر الناظرين تنعشهم بنسائمها واريج زهورها , وصلنا لمبني مكون من طابقين يغطي التراب وجهته به العديد من النوافذ ولكن جميعها مغلقه بدا عليها القدم

نظرت للمبني بتعجب شديد كيف يحي احدهم بمكان كهذا لا تعرف الشمس طريقا اليه وكأنها قرأت افكاري فنظرت لي مبتسمه قبل أن تقوم بتنظيم انفاسها دلاله بأنها ستسهب الحديث في موضوع هام قبل ان تقول

- قبل أن ندخل الي غرف الحجر الصحي والتعرف علي النزلاء يجب ان اعطيك نبذه عن الحالات بالداخل , في البدايه يجب ان تعرف ان الحالات ليست خطره ولكنها اهملت فوصلت الي مرحله متقدمه, الامل في الشفاء كبير ولكن يحتاج الي المزيد من الصبر والي اساليب مبتكره فالامصال والحبوب ليست كافيه , البدايه واحده monophobia او فوبيا الوحده او الانفراد .. 

العديد الآن يعاني من هذا النوع من الفوبيا ولكن بدرجات متفاوته ولها اسباب عده اغلبها مرتبط بفترة الطفوله واتباع الاساليب الخاطئة بالتربيه كحبس الطفل بغرفه مغلقه لساعات او موت احد الوالدين في سن مبكر كما ان نسبه ضئيله للغايه 

كان السبب بها وجود هذا النوع من الفوبيا عند احد الوالدين كمان التنمر ليه دور في خلق فوبيا الوحده اعراض النوع ده من الفوبيا موجوده عند كتير مننا وبنفسرها علي انها حاجات تانيه غير ان كتير نشعر بها ونجري الفحوصات فلا نجد سببا لها فأعراضها تتشابه مع امراض عده ومن تلك الاعراض , الغثيان- جفاف الفم واللعاب – زيادة إفراز العرق – عدم انتظام ضربات القلب - فقدان السيطره علي المشاعر..

وفي بعض الاحيان يتطور الامر الي حدوث نوبات رعشه وانفصال عن الواقعيه ونوبات قلق وخوف شديد من الموت .. 

في الواقع علاج فوبيا الوحده بسيطا للغايه ويبدأ بتحديد سبب المشكله ومواجهتها بمساعدة بعض الادويه وبعض الاساليب النفسيه والادراكيه كما يستخدم العلاج بالتنويم المغناطيسي , اما بقي المشكله التي يواجها المرضي بتلك المصحه هي ان الموضوع تطور الي انواع اخري من الفوبيا بالاضافه الي اكتئاب من نوع خاص ومتأخر جدا .. 

فأصبح من الصعب تحديد نوع المرض الذين يعانون منه وفشل الاطباء لسنوات في علاجهم فتركوهم في هذا المكان دون أي رعايه حتي يموتون واصبح أي حاله ميئوس منها يتم نفيها الي هنا ولا اكذبك القول انهم لا يقومون بأي مسئوليه تجاه هؤلاء المرضي سوي ارسال لهم صناديق الطعام كل يوم ولا يفرق معهم إن قتل المرضي بعضهم البعض بالطبع سيقل العبئ من علي كاهله .. 

من الغريب أن الاغلب في تلك المصحه يخشي ضوء الشمس لذا ستجد أن جميع الشرفات موصوده وستجد بداخل بدائل الضوء الطبيعي حتي يستطيعون مواصلة الحياه.

لا اخفي عليكم الغضب الذي كان يتأجج داخلي كيف يتم التعامل مع هؤلاء بتلك الطريقه لمجرد انهم اصيبوا بمرض مهما كانت شدة وطأته فوجب علينا الوقوف معهم لا نفيهم او التنصل من مسؤليتنا تجاههم, هل انعدمت الرحمه بنا , ام جفت قلوبنا فأصبحت لا تشعر بأحد غيرنا , اين الانسانيه؟ اين الضمير؟ اين القلوب الطيبه العامره ؟.

كثير من الاسئله اجابتني عليها ابتسامه من نادره قبل ان تقول بصوتها الملائكي "هيا بنا لنري اصدقائنا بالداخل" لتشعرني أن ما زال هناك اناس تشعر تحب وتحنوا وتعطي بلا انتظار مقابل

⇻⧫⇹⇹⇹⇹⧫⧪⧫⇹⇹⇹⇹⧫⇺

بقلم⇙ إبراهيم وهبي


بقلم⇙ نجلاء فتحي


تعليقات