التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المصحّة - الجزء الأول | ببلولا ツ

قصة المصحّة، تقديم إبراهيم وهبي !

الجزء (1)

هنا يحي الموت ويتغذي , هنا الموت بأبشع صوره , ما الذي أتى بك الى هنا؟ .. إهرب ... إهرب

قال تلك الكلمات هذا الرجل الأربعيني الاشعث الدميم وهو يصلني الى مكتب مدير المصحه , أشعر بأحشائي تتقلص والطعام يريد الهروب الي حلقي فأحاول السيطره علي نفسي بأن اشيح نظري عنه محاولا عدم السماع لصوته الاشبه بخوار الابقار وحديثه الاشبه بالوسوسات الشيطانيه.

أخيرا وصلنا الى مكتب مدير المصحة ورغم أنه لا يبعد كثيرا عن البوابة ولكن شعرت أني كنت أسير لأميال متسلقا بعض الجبال الشاهقه, تنفست الصعداء وانا أشكر رفيقي بصوت مبحوح غير ناظرا له طالبا منه الانصراف وأنا أطرق الباب الخشبي المهترء والذي يزينه لافته ذهبية صغيرة تغطيها التراب بالكاد استطعت ان اقرأ اسم دكتورة/ نادره عبد المسيح.

سمعت الاذن بالدخول فدخلت عليّ استحياء توقعت الدخول الى مكتب تقليدي مثله كمثل المكاتب قديمة الطراز السنوات الاولي من القرن الحادي والعشرين ولكن ما وجدته كان شيئا اخر , شيئا مختلفا تماماً , شيئا لم اتوقعه ابدا.

الجدران سوداء نعم سوداء تماما هناك بعض الشقوق يدخل النور منها الى الغرفة فليس هناك أي مصدر للإنارة داخل المكتب سوء تلك الشقوق ونافذه صغيره بالجدار المقابل للمكتب في مكان عالي جدا حتي انه يقترب من السقف الذي يبعد عن الارض الترابيه المليئه بأوراق الشجر الزابله حوالي خمسة امتار , بالطبع ليس هناك سيراميك او حتي بلاط وبالطبع لا يوجد سجاد فقط كما شرحت أوراق شجر زابله.

من خلف مكتب مضلع  لا يرتفع عن الارض سوي يعض الستنميترات صنع من شئ يشبه الحديد او الالمونيوم  وضع في احد اركان الغرفه سمعت صوت انثوي يقول تفضل يا دكتور خالد.

اقتربت بقلب تسيطر عليه الريبه لا يوجد كرسي أمام المكتب نظرت لها بتعجب فوجدت ايضا ان لا كرسي خلف المكتب فهي تجلس علي الارض الترابيه.

- اعتذر عن ضُعف الإمكانيات بالمكان, فنحن هنا منسيون , ولولا إصراري أن يبقى المكان مفتوحا لتم تشريد المرضى بالشوارع ولتم إستغلالهم في أمور اظن قد سمعت عنها.

تقول ضعف الامكانيات, اين هي الامكانيات , صمت لثوان قبل أن أرد قائلاً

- لا عليكي , سيتغير كل شئ بإذن الله 

- تفضل بالجلوس

- لا اظن أني أستطيع الجلوس فوق التراب والاوراق الذابله , ولا أظن أننا سوف نحتاج لوقت أطول في هذا المكتب أريد التعرف علي المرضي والاطباء واساليب العلاج , كل شئ عن هذا المكان وما يجري داخله.

- للأسف فر جميع الأطباء الى مصحات أُخرى  بعد أن أعلنت الوزاره ان من يُريد النقل أن يتقدم بطلب للوزاره  لأنها ستتوقف عن دعم تلك المصحة وأن من يريد العمل بها لن يقيد بالعاملين بالوزاره ولن يتقاضي راتبا, ولم يتبقي غيري وطبيب واحد واثنان من الممرضات أدفع لهم من أموالي, أما عن الحارس فقد ظهر مره واحده بعد أن مات الحارس السابق ميته بطريقة غريبة جداً سأحكي لك عنها فيما بعض, الغريب في الأمر أنه رفض أن يتقاضي أي أموال وعمل المستحيل حتي يعمل معنا.

لا أقدر على إنكار الرعشه التي سارت داخلي بعد حديث الطبيبه ولا اقدر ايضا علي تورية التعجب والغضب لأرد بطريقه حاولت ان تكون هادئه لا تظهر ما بداخلي قائلا

- ارجوا منكِ أن تُرافقيني للتعرف على من بالمكان وبعد ذلك يُمكننا التحدث ورسم خطة لتعاونا في الايام القادمه.

لاستكمال الجزء (2) من قصة المصحّة ↩ اضغط هنا
⇻⧫⇹⇹⇹⇹⧫⧪⧫⇹⇹⇹⇹⧫⇺

بقلم⇙ إبراهيم وهبي




تعليقات