لم يكن إلا سرابًا، تقديم نورا بونعيم !
كانت لها عادة ..
تهوى الجلوس في شرفة بيتها
المطلة على الشارع الأشهر في المدينة ..
تطيل النظر للمارة، وتنسج بخيالها قصصا شتى
حتى أنها كانت تتمكن من رؤية نوافذ المباني
المجاورة .. ومن منهم على الشرفات بكل وضوح ..
جموع الناس تموج أسفل منزلها ..
الشارع عريض جدا ومليء بالمحلات التجارية
المختلفة والبشر ويحظر فيه مرور العربات ماعدى سيارات نقل البضائع والإسعاف ..
كانت تلمح تلك التي تمشي بين الناس تمايلا ..
وصوت ضحكتها العالي يكاد يصيب كل
من يسمعه بالصمم... أين ما لمحتها ..
وجدتها بشعرها عابثة ... محاطة بذراع من تحب ..
وهناك في غرفة مقابلة،
كانت دوما تبصر زوجين يجلسان سويا ..
وفي الجهة البعيدة...يظهر لها مجموعة من الفتيات
ربما صديقات... أو قريبات ... لا تعلم....
كل ما تدركه أنها تتمنى ... لو أنها تملك فرحة تلك الفتاة ... زوج الأخرى ... وصحبة أولئك الفتيات ...
لم تكن تدرك أن تلك الفتاة الضاحكة...ماهي إلا ضحية
أسرة مفككة ... اعتادت دوما الهرب من منزل أهلها ...
لتجنب أجواء المشاحنات المستمرة بين والديها ... وماتلك الأفعال إلا محاولات ساخرة وناقمة
على كل شيء ...
والزوجان يتفقان على الإنفصال ...
أما أولئك الفتيات ... ماهن إلا صديقات ... يحاولن الإصلاح بين إثنتين من صديقاتهن ... بلاجدوى ...
لم تكن تدرك أن للحياة دوما وجهان ... وجه ظاهر للعيان ... وآخر خفي....
فلا تنخدعي يافتاتي بتلك الوجوه الظاهرة أمامك ...
البشوشة الضاحكة... فما تمنيته لم يكن إلا سرابًا..
وهناك دوما وجه آخر !
⇻⧫⇹⇹⇹⇹⧫⧪⧫⇹⇹⇹⇹⧫⇺
تعليقات
إرسال تعليق